الثلاثاء، 22 يناير 2008

القلق والاضطراب يسود الأسواق العربية في أسوأ موجة تراجعات

استكمالا لمسلسل التراجعات التي شهدتها البورصات العربية مع بداية تعاملات الأسبوع الجاري تأثرا بحالة الانهيار التي شهدتها البورصات العالمية بدء من يوم الجمعة الماضي شهدت جميع البورصات العربية تراجعات متفاوتة تصدرها سوق الأسهم السعودي الذي أغلق بتراجع 9.67% لتصل نسبة خسائره منذ بداية الأسبوع إلى 19% وكذلك مؤشر سوق دبي المالي الذي فقد خلال جلسة اليوم 6.2% من قيمته وذلك بتأثير إغلاقات البورصات العالمية أمس حيث حقق مؤشر الأسهم البريطانية FTSE خلال جلسة الأمس تراجع بنسبة 5.48% ومؤشر الأسهم الفرنسية CAC40 تراجع بنسبة 6.83%.
ومؤشر DAX الألماني بنسبة 7.16% بالأمس وتراجع أيضا اليوم بنسبة 3.14%.

كما تشهد الأسواق اليابانية أكبر تراجع لها منذ 17 عام فمؤشر نيكاي تراجع بنسبة 5.65% خلال جلسة اليوم ومؤشر TOPIXINJEX تراجع بنسبة 5.32%. ومؤشر KOSPI ببورصة كوريا الجنوبية بنسبة 4.85%.

وتعليقا على تلك التراجعات يرى الخبراء أن العامل الرئيسي في الهبوط كان بسبب التوقعات بركود في الاقتصاد الأمريكي وظهور بعض البيانات عن هذا الموضوع والتي انعكست على الأسواق الأوربية والأسيوية ويتخوف كذلك المصدرون الأسيويين بتراجع حجم التصدير إلي الأسواق الأميركية خاصة وأنها من أهم أسواق التصدير لديهم وهناك مطالب للبنك المركزي الياباني بتخفيض الفائدة لما لها من أثر على البورصات الأسيوية.

السعودية :
وأوضح حسن بكر خبير أسواق المال لقناة سي ان بي سي أن العوامل النفسية في الأسواق العربية أدت إلي هذه التراجعات الكبيرة خاصة أنها تأتي مع تحقيق الشركات في جميع البورصات العربية إلي نتائج قوية جدا مشيرا الى ان المحافظ الاستثمارية تشتري الآن في الأسواق العربية نظرا للأسعار المتدنية للأسهم على أن يحققوا أرباح في فترة وجيزة جدا خاصة أن هذه الفترة فترة شراء وليست بيع.

وتعليقا على تراجعات السوق السعودي عزا سعد البقمي الخبير المالي والمحلل الفني الانخفاضات الحادة التي يشهدها السوق السعودي حاليا ولليوم الثالث على التوالي إلى خروج المستمرين من السوق نتيجة لإعلانات الشركات التى جاءت مخيبة للآمال وبخاصة إعلان سابك وعلى الرغم من تحقيقها لأرباح غير مسبوقة إلا أنها قد جاءت مخيبة لتوقعات بعض المحللين.

وكذلك جاء إعلان مصرف الراجحى مخيبا أيضا لآمال المراقبين؛ حيث قرر مجلس إدارته التوصية للجمعية العمومية بزيادة رأس المال من 13.5 مليار ريال الى 15 مليار ريال بنسبة زيادة 11.1% عبر منح سهم مجاني مقابل كل تسعة وتوقع البقمى أن يسترد المؤشر العام عافيته مرة أخرى مع بدء تداول بترورابغ يوم الأحد القادم والذى سيبعث الطمأنينة فى نفوس المستثمرين.

ويتفق معه في الرأي الدكتور محمد العجلان الخبير الاستثماري الذي توقع أن تستمر الانخفاضات حتى بداية الأسبوع القادم وربما يتحسن السوق مع بدء تداول بترورابغ يوم الأحد القادم، وعلينا الانتظار حتى تتضح الرؤية.

هذا وقد رأى د. العجلان كذلك أن سبب هذا الانخفاض الحاد في السوق السعودي قد جاء نتيجة لتوافق إعلان سابك مع الانخفاضات الحادة لأسواق المال العالمية والخليجية ، مما أدى إلى هذا الانخفاض الحاد وتخوف الكثيرين من أن تكون الأمور خارج السيطرة.

وأضاف عدنان تلمساني مدير شركة الأول للخدمات المالية لقناة سي ان بي سي أنه كان من المتوقع رجوع السوق في أي لحظة وكان صغار المستثمرين لديهم رد فعل سريع وغير مدروس وهو ما ظهر من خلال قيامهم بالبيع بدون أي قرار إستراتيجي.

مصر:
بالرغم من حالة التراجع الحاد التي شهدها مؤشر السوق المصري في مستهل تعاملات اليوم وأفقدته 5.4% من قيمته إلا انه خلال النصف الثاني من جلسة اليوم قلص جزءا كبير من تلك الخسائر لتصل نسبة التراجع بنهاية اليوم إلى 3.26% مما جعل الخبراء يؤكدون أن السوق المصري أكثر تماسكا من الأسواق المجاورة التي تجاوزت فيها نسبة التراجعات 9 % حيث يرى محمد النجار – مدير قسم التحليلات الفنية بالمروة للسمسرة أن ما تشهده الأسواق حاليا هي حركة تصحيحية صاحب الأسواق العالمية حيث بدأت بورصة لندن على انخفاض صباح اليوم وصل إلي 1%.

وبدأ لدينا السوق المصري على انخفاض شديد وصل إلي أكثر من 5.4% ولكنه يمر حاليا بحالة ارتداد بدأت بعد أول ساعة من التداول وجاء الانخفاض لدينا متزامن مع جميع الانخفاضات في البورصات الخليجية والتي لم تشهدها من فترة كبيرة بهذا الحجم وتوقع النجار أن يعود السوق قريبا للصعود مرة أخرى على أن يتراجع في شهر فبراير المقبل ثم يعاود الصعود مرة أخرى إلي مستويات قياسية بدء من مارس المقبل.

وكذلك يرى أحمد أبو السعود – مدير إدارة المحافظ بمجموعة النعيم أن ما حدث اليوم طبيعي ومتوقع خاصة مع الانخفاضات الحادة التي شهدتها أسواق شرق أسيا وكذلك البورصات الخليجية من انخفاضات شديدة وأكد على أن المستثمرين في الوقت الحالي اللجوء إلي الأسهم الدفاعية بالبورصة والتي تنخفض بهدوء وسرعان ما تعاود الرجوع إلي وضعها الطبيعي مرة أخرى وأضاف أن المؤشر من المتوقع أن يحقق مستوى 9800 نقطة على المستوى القريب وأن التراجع حتى وإن استمر لن يكون بهذه النسب المخيفة ولكن سيكون بنسب أقل.

وأكد محمد رضوان مدير المبيعات بشركة دلتا لتداول الأوراق المالية أن ما يحدث الآن هو نتيجة طبيعية لما تشهده الأسواق العالمية وأيضا لما شهده مؤشر البورصة المصرية والذي ارتفع منذ ديسمبر الماضي حتى الآن وما يحدث يعتبر عملية جني أرباح وموجة بيع عنيفة سواء من المستثمرين الخليجيين أو المؤسسات الخارجية بالإضافة إلي سلوك المضاربين.

وأشار إلي أنه لا يستطيع أحد أن يتنبأ متى سينتهي هذا التراجع حتى يتوقف النزيف العالمي وتعاود الأسواق الأوربية والأميركية نشاطها نحو الصعود مرة أخرى مما سيؤثر بالإيجاب على السوق المصري.

واتفق معه محمد فتح الله مدير التسويق بشركة أوبتيما لتداول الأوراق المالية أن السوق بوصله إلي هذا المستوى يعتبر قد حقق التراجع المطلوب منه في هذه الفترة وأشار إلي أن ما يحدث أيضا جاء نتيجة التقارير التي صدرت عن تباطؤ النمو في الاقتصاد الأمريكي وأعتبر أن الأسعار الموجودة حاليا تعتبر مجزية جدا سواء للمؤسسات والأجانب.

وأكد على أن السوق سوف يعاود الصعود مرة أخرى مع بداية الأسبوع القادم ليحقق مستوى 10000 نقطة مع وجود بعض التراجعات الطفيفة وحركات التصحيح البسيطة والتي لن تصل إلي ما نراه الآن.

الدوحة:
وفي حديثه لقناة سي ان بي سي أشار طه عبد الغني – المدير العام لشركة نماء للاستشارات المالية أن السبب الأساسي لما يحدث اليوم هو الخوف الذي انتاب المتعاملين متأثرين بالأسواق الخليجية والعالمية بالإضافة إلي أن بعض الأجانب بدءوا الخروج من السوق وهو ما تكرر في عام 2006 مما دفع المستثمرين بالخوف والخروج من السوق.

وقد يستمر غدا الاندفاع في عمليات البيع وسيقابل المؤشر غدا عند مستوى دعم قوي عند 9000 نقطة خاصة وأنه اليوم انخفض بنسبة 7% ولا يوجد ارتباط بين السوق القطري والسوق السعودي ولكن الارتباط أكثر مع الأسواق العالمية والخليجية عامة.

دبي :
واصل المؤشر العام لسوق دبي المالي خسارته اليوم لتكتسي شاشات التداول اليوم باللون الأحمر ، ويخسر المؤشر اليوم 345.11 نقطة ليغلق منخفضاً عند مستوي 5210.58 نقطة بنسبة انخفاض عن أمس بلغت 6.21% ، وقد وصل المؤشر العام خلال جلسة اليوم إلي النقطة 5007.63 وهي ادني نقطة وصل إليها المؤشر خلال الأيام الماضية ليرتد منها بعد الساعة الأولى ويغلق في نهاية الجلسة علي 5210.58 نقطة وارتفعت اليوم قيمة التداول عن أمس بنسبة 32.35% ليصل الي 4.2 مليار درهم وهي القيمة التي لم يصل إليها السوق في الأيام الماضية .

حيث يرى أمجد الخشش مدير التداول بمركز الإمارات التجاري أنه كان هناك شراء للمؤسسات والمحافظ حيث كانت الأسعار جيدة للشراء في ظل هبوط السوق الإماراتي إلي أكثر من 17% خلال أربعة أيام.

وكان هناك تسييل في جميع الأسواق الخليجية وليس السوق الإماراتي فقط والتسييل الأكبر من جانب الأجانب.

الكويت :
لم تشهد نهاية الجلسة ارتفاعات كثيرة، فجاءت أسعار 11 شركة فقط مرتفعة، بينما انخفضت أسعار 110 شركة، فيما جاءت أسعار 32 شركة دون تغيير.

وجاءت كميات تداول اليوم لتعبر عن حالة الكساد التي يشهدها السوق، فبلغت بنهاية تداولات اليوم 336.4 مليون سهم تقريباً بزيادة 11.5 مليون سهم عن كميات الأمس.

وبلغت قيمة التداول في السوق عند الإغلاق 201.13 مليون دينار تقريباً بزيادة 24.6 مليون دينار عن قيم تداول الأمس، وجاءت أكبر قيمة تداول اليوم من نصيب سهم "بنك الكويت الوطني" حيث بلغت عند الإغلاق 15.73 مليون دينار تحققت بتنفيذ 254 صفقة بحجم تداول بلغ 7.19 مليون سهم، وفي المرتبة الثانية جاء سهم "بيتك" بقيم تداول تجاوزت 14.2 مليون دينار من خلال تنفيذ 279 صفقة وبحجم تداول بلغ 4.6 مليون سهم تقريباً.

في تصريح لمحطة CNBC العربية استبعد محمد كمال الصحفي المتخصص في شئون البورصة أن يكون السبب في تراجع مؤشر سوق الكويت للأوراق المالية هو التأثر بالتراجعات الكبيرة في الأٍسواق العربية المجاورة إلا من بعض صغار المستثمرين الذين يتأثرون نفسيا بهذه التراجعات في الأسواق المجاورة ولكن تأثيرهم في السوق يكون محدودا.

كما اعتبر كمال أن هذه التراجعات التي حدثت في سوق الكويت هي تراجعات طبيعية وصحية ونابعة من داخل السوق وليس من خارجه، ورجح أن يكون ذلك نتيجة للارتفاعات الكبيرة التي حدثت منذ بداية العام فكان من الطبيعي أن يتجه المستثمرون إلى جني الأرباح.

كما أشار إلى سبب آخر قد يكون له أثر كبير في هذه التراجعات وهو إحجام كثير من المحافظ والصناديق الاستثمارية عن الشراء في هذا الوقت والانتظار حتى تتضح الصورة بالنسبة للنتائج السنوية للشركات التي تأخرت كثيرا، وهذا ما يعطي مبررا لتدني السيولة النقدية للسوق وتراجعها الواضح في تلك الفترة.

كما نوه إلى وجود بعض الشائعات بأن بعض البنوك متعثرة في نتائجها وأن البنك المركزي يعكف الآن على مراجعة وتدقيق نتائج البنوك والشركات التي تم تسليمها إليه ويشاع أنه طلب تعديلات في بعضها، مشيرا أيضا إلى تخوف كثير من المستثمرين من عدم تحقيق بعض الشركات لربحية كبيرة مقارنة بالأعوام السابقة.

كما أكد هذا الكلام تقريبا بدر بو راشد نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في شركة أثمان الاستثمارية حيث اعتبر هذه التراجعات في السوق الكويتي هي حركة تصحيحية طبيعية بعد الارتفاعات الكبيرة التي حدثت في الفترة الماضية حيث صعد المؤشر من حوالي 11.800 نقطة إلى أكثر من حوالي 13.400 نقطة في وقت قياسي مما يعطي مبررا للتصحيح قد تكون حالة الأسواق المجاورة قد عجلت به فقط ولكنها ليست السبب الرئيسي فيه.

كما ذكر بو راشد أن السوق الكويتي يختلف عن الأسواق العربية الأخرى التي تمثل نسبة السيولة الأجنبية فيها نسبة كبيرة مما يؤدي إلى هذه التقلبات العنيفة التي نشاهدها نتيجة لأي أحداث عربية أو عالمية، ما السوق الكويتي فيعتمد في المقام الأول على السيولة المحلية لأن نسبة السيولة الأجنبية فيه قليلة جدا فلذلك نراه متزنا في هبوطه أو صعوده، لأن الهبوط أو الصعود يكون نابعا من داخل السوق وليس بسبب أي عوامل خارجة عنه.

مسقط :
شهد سوق مسقط جلسة تكبد فيها خسائر بلغت 811 نقطة بتراجع 8.33% ليغلق عند النقطة 8,917 والتي بلغها في أوائل شهر ديسمبر الماضي وسط ارتفاع في قيم التداولات وصلت إلى 14.6 مليون ريال عماني.

ليست هناك تعليقات: